Friday 8 July 2011

كم من الحزن أن تري أنسانا يفقد حياته بسبب قناعة أخر ؟!!!1

الوقت :الواحدة ظهرا في حر يوليو من العام2011في مدينة بيشاور ومحيطها
الوجهة : مدينة شارسدة القريبة حيث برنامج ضغير لزيارة منازل أتحاد الطباء العرب التي أقامها عقب الفيضانات وتسليمها للعوائل المنتفعة
بطل التجربة : أرملة تقارب الخمسين من العمر
وقائع التجربة
تفقدت المنزل الجديد وباركت للسيدة بعد أن علمت أنها أرملة ثم أخذت أسألها الأسئلة الاعتيادية من عدد أفراد الأسرة والدخل وما إلي ذلك من أسئلة الهيئان والمؤسسات الخيرية لنتأكد من أحتياج المنتفع وعلمت منها أنها أم لولدين وبنتين توفي عنها زوجها وهي في ريعان شبابها تاركا لها ذلك الحمل و ضد أعراف وتقاليد المجتمع لم تتزوج لتتفرغ لأبناءها حتي شب الولدين وبدأوا في الخروج مبكرا لسوق العمل لكسب لقمة العيش وتوفير حياة كريمة لأمهم وأختيهم البنات
ثم ما لبث أحدهم أن تزوج فبنت له غرفة من الطين بجانب غرفتها ليسكن فيها هو وزوجته ولحق به الأخر فبني غرفة طينية أيضا له ولزوجته وبدأت تري أحفادها باكرا فالابن الاكبر رزق بثلاثة أبناء والأصغر بولد وبنت وكل يوم يخرج الولدين لكسب لقمة العيش لأمهم وأخواتهم وعائلاتهم أيضا فأحدهما يعمل في الحقول والأخر سائق توك توك في مدينة بيشاور القريبة التي تعج بالحياة

ثم ذرفت الأرملة دموعا حارة وبدأت في البكاء في موقف سعادة فظننتها دموع الفرح ولكن حرارتها و مدي حزنها وتأثرها يبين أنها ليست كذلك فسألت ماذا يبكيها وهنا كانت التجربة

أخبرتني أنها لم تفرغ بعد من أيام حدادها علي فقدان الأبن الأكبر فقلت لها متأثرا سائق التوك توك قالت نعم قلت لها ماذا ألم به ؟

فأخبرتني أنه راح ضحية أحدي العمليات التفجيرية التي تقوم بها الجماعات المسلحة في قلب مدينة بيشاور حيث تصادف مروره بالتوكتوك في لحظة أنفجار العبوة مما أودي بحياته
 
فصدمت بما قالت ولم أستطيع الرد وبدأت في مواساتها في بليتها فحجم المصاب شديد والألم كبير وهي تري ثلاثة من أحفادها الصغار أبت الحياة إلا أن تيتمهم ولكن باكرا وتعلم ماذا ينتظرهم فقد عاش أبوهم يتيما من قبل

وأصبح كسب العيش أصعب فلم يعد لها سوي هذا الابن الأخر ليعمل ويكسب قوت العائلة جميعها من أختيه وأمه وزوج أخية وأبناء أخيه الأيتام وزوجته وأبنائة

وهنا شعرت بشعور عجيب من شخص يفقد حياته بسبب قناعات أخرين ؟!!!

وتمنيت أذ تمنيت أن يأتي أحد قيادات ومنفذي تلك التفجيرات ويري تلك الثكلي في هذة الحال

وحمدت ربي سبحانه أن سخرني وسخر أتحاد الطباء العرب ولجنة الاغاثةوالطوارئ لمساعدة تلك الثكلي وتخفيف مصابها

وحسدت كل من شارك بالتبرع للمشروع ولباكستان لما نال من دعاء تلك المرأة فما أخلصه من دعاء خرج من قلب مكلوم لرب العالمين
شعرت أن الملائكة تتسابق لرفعه لرب العزة